AL Mourakeb | المراقب نحو عمل اعلامي متطور..
ماريا علوان
لقاح كورونا، موضوع تناوله الفنانون اللبنانيون على صفحاتهم الخاصّة على مواقع التواصل الإجتماعي، ما دفع الكثير من المتابعين إلى إبداء رأيهم حيال ما فعله النجوم، فشكلّت هذه الخطوة التي قام بها النجوم جدلا” واسعا”.
فنانون يرفضون تلقي لقاح كورونا ويشكّكون فيه.
كانت المغنية اللبنانية كارول سماحة من أوائل الفنانين الذين تحدثوا عن اللقاح، إذ نشرت عبر حسابها الرسمي على “تويتر” تغريدة توصف من خلالها بأن هذا اللقاح هو صفقة العصر. بعد هذا التصريح تعرّضت سماحة إلى الكثير من الإنتقادات القاسية من قبل المتابعين لأنّها تناولت موضوع طبي معتبرين بأنّها ليست مخوّلة بالتطرق علنا” للأمور العلمية.
عبّرت المغنيتان اللبنانيتان “هيفا وهبي” و”اليسا” عن رفضهما تلقي اللقاح. فاعتبرت وهبي من خلال تصريح على خاصية “الستوري” على موقع “انستغرام” أنّ اللقاحات على مر العصور استغرقت وقتا” طويلا” وسنوات عدّة لابتكارها مشككة” بالوقت القصير جدا” الذي تمكّن فيه العلماء من ابتكاره.
وبدورها نشرت الفنانة “اليسا” على تويتر فيديو يظهر عدد من المحتجين الإلمان الرافضين لقاح كورونا لأنهم يعتبرون هذا الفيروس خدعة أو صراع بين الدول الكبرى. علّقت اليسا علي هذا المقطع بالقول:” أنا أوافقهم الرأي”.
غرّدت الفنانة اللبنانية “مايا دياب” عبرالموقع نفسه محذّرةً جمهورها من تلقي اللقاح لأّنهم بذلك يُدخلون السم والموت على أجسادهم بحسب تعبير دياب. كما طلبت منهم عدم التسرّع لأننا لسنا حقل تجارب.
رأي الجمهور بهذه التصاريح.
انقسم الجمهور لفئتين، دافغت الفئة الأولى عن حرية تعبير هؤلاء النجوم عن آرائهم وتخوفاتهم للحفاظ على صحتهم وهذا حقهم الطبيعي. أما الفئة الثانية، والتي كانت أكبر بكثير من الأولى، فهاجمت كل شخصية عامة أبدت رأيها الغير المبني على أسس علمية في اللقاح، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على عقول وأفكار متابعينهم. فاعتبرت هذه الفئة أنّ الفنانون مسؤولين عن حسن اختيار المواضيع المنشورة ويتوجّب عليهم التمتّع بالوعي الكافي تجاه المجتمع. كما دعا المتابعين هؤلا المشاهير إلى عدم التطرّق لموضوع علمي دقيق ليس من اختصاصهم دون القيام بالأبحاث الطبية اللازمة.
رأي أخصائي حول هذه التغريدات والمنشورات.
في ظل كل الجدل الذي حصل على مواقع التواصل الإجتماعي، أكّد الطبيب في مستشفى الزهراء “خالد سكريّة” على أنّ الكلام بموضوع كوفيد ١٩ من قبل أشخاص ذوي تأثير في الرأي العام (مطربين، ممثلين، إعلاميين…) ،أقل ما يقال عنه أنه كارثي. فهم أشخاص لا يتمتعون بالمعرفة والمعلومات الطبية الكافية لتقديم أية نصيحة أو رأي في ما يخص علاجات كورونا أو اللقاح المنتظر. فهذا يعتبر تضليل للرأي العام أو لفئة هشة منه، ستبني رأيها على أساس تصريحات البعض.
إنّ موضوع اللقاح و العلاجات لفيروس كورونا هو حساس جداً نظراً لما نتج عن هذا الفيروس من وفيات وخسائر مادية وإقتصادية عالمية. و الكلام عنه يجب أن يكون من أشخاص ذوي اختصاص (أطباء، علماء مختبر)، كي يتم توضيح طبيعة اللقاح وأية أعراض جانبية قد تنتج عنه. وذلك بطريقة علمية غير عاطفية، تشجّع الناس على تلقيه واعتماد السبل الوقائية اللازمة، كي نتجاوز هذه الفترة العصيبة بأقل خسائر بشرية ممكنة.
فنانون استعرضوا تلقيهم لقاح كورونا.
لجأ بعض الفنانين اللبنانيين من بينهم عاصي والوليد الحلاني إلى دول أخرى لتلقي لقاح كورونا ونشروا صور خلال القيام بذلك في الوقت الذي يعاني فيه اللبنانيون المصابون لإيجاد سريراً في المستشفيات وقبل أشهر من وصول اللقاح إلى لبنان. بالإصافة إلى ذلك، ما زاد من غضب المتابعين أنّ الحلاني كان قد سبق وأحيى حفلاً غنائياً ليلة رأس السنة دون احترام مبدأ التباعد الإجتماعي. وهذه السهرات ساهمت بشكلٍ كبير بارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
فبهذه الطريقة أيضاً فشل بعض الفنانين في حسن إستخدام صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، هذه المنشورات اعتبرت تباهياً واستعراضاً على حساب وجع اللبنانيين وليس تشجيعاً على تلقي اللقاح كما برّرالناشرون. لا بدّ من الإشارة، إلى أنّ بعد الهجوم الكبير الذي تعرّض له الوليد الحلاني على هذه المواقع من قبل المستخدمين قام بحذف الصورة.
رأي الجمهور بتلقي اللقاح خارج لبنان 
رأي الجمهور بتلقي اللقاح خارج لبنان
إذاً، فشل البعض من فناني لبنان هذه المرّة على مواقع التواصل الإجتماعي. فظهر بعضهم على أنّهم عديمي الإحساس ومتباهيين، أما البعض الآخر فقد فقدوا حس المسؤولية تجاه المجتمع والوعي الكافي والمطلوب للخروج من هذه الأزمة الصحية بأقل أضرار ممكنة. فعوضاً عن ما قاموا به كان بإمكانهم تشجيع الناس على تلقي اللقاح نظراً للدور الذي يمكنهم لعبه بإستغلال شهرتهم ومحبة الجمهور لهم أو التزام الصمت حيال موضوع طبي دقيق.
