الرئيسية / سلامة رقمية / Huggy Wuggy: اخطر من مجرد لعبة الكترونية على الأطفال
Huggy wuggy لعبة الكترونيةمرعبة حولت إلى دمية يشترونها الأطفال بكثرة بعد التسويق الرقمي الغير مقبول لها ما جعلها خطر على نفسية الطفل
رسم كارتوني لطفل يشاهد لعبة Huggy Wuggy

Huggy Wuggy: اخطر من مجرد لعبة الكترونية على الأطفال

بمخالب حادة وابتسامة باردة يظهر لنا مجسّم Huggy Wuggy في اللعبة الالكترونية popy play time. عقبات كثيرة مليئة بالخوف والتهديدات والموسيقى المرعبة، على اللاعب أن يتجاوزها في مصنع مهجور منذ سنوات، مهامه فيها الهرب من الدمى التي تسكنها أرواح شرّيرة. تتحدّث تلك الدمى معه على أنّه طفل، وتتهمه بهجرها منذ سنوات وتعده بالقتل لتنتقم منه وفي كل مرة يفشل فيها اللاعب من الهروب، يقاتله Huggy Wuggy حتى يموت.

popy play time من لعبة Huggy Wuggy

Huggy Wuggy أخطر من مجرّد لعبة

Huggy Wuggy ليست مجرّد لعبة مخيفة فهناك حتماً الكثير من تلك الألعاب شهدناها من قبل، كلعبة مومو والحوت الأزرق وغيرهم، لكن لو دققنا في تفاصيلها لوجدنا حبكة مدروسة هدفها الأول أطفالنا. اختيار الدمى كشخصيّات أساسيّة كان الخيار الأنسب لنجاح لعبة poppy play time  فالطفل يتأثر بها وينجذب إليها ويعيش معها ويتعلّق بها. من هنا عملت اللعبة على انشاء سيناريو متكامل لها. قبل دخولك اللعبة يتم الترحاب بك واعتبارك المنقذ، تدخل المصنع المهجور لتبحث على أولى دمى اللعبة وهي Huggy Wuggy لتكلمك في كل مرحلة تتخطاها دمى جديدة وتخبرك أنك ستقتل قريباً.

في السياق تقول المعالجة النفسية لمشاكل الأطفال آلاء كركي، أن هذه الأحداث تخلق عند الطفل نوع من الاثارة والمغامرة بالتالي يهمه ان يتابعها ويكمل مراحلها رغم أنه يشعر بالرعب حيال ما يراه من مشاهد دمى مقطعة، ملطخة بالدماء، موسيقى مرعبة تلاحقه وتهديدات بالقتل في كل مرحلة يتخطاها.

تشبه كركي الحالة بالمثال التالي: عندما يصفع الوالد ابنه لقيامه بعمل خاطئ، في هذه الحالة الولد يعبّر عن غضبه اما بالغضب من الأب اما بالبكاء بشكل أتوماتيكي لإحساسه بأنه نوع من العقاب ولن يتقبل ذلك، في المقابل إذا كان الأب يلعب مع الطفل ملاكمة مثلاً وقام بتوجيه اللكمات له فالطفل سيعتبر الضربة مزاحاً ولعباً وسيقابلها بالضحك والفرح وسيتقبلها.

ينعكس الأمر تماماً على اللعبة فالطفل يدرك أن كل ما يتلقاه من Huggy Wuggy هو مجرد لعبة وليست عقاب لهذا لا مانع لديه لمواجهة كل ما ذكرناه سابقاً لعدم فهمه بأنها تشكل خطورة عليه، فالطفل لا يعرف معنى الضرر أو الأذى إلا ضمن حالة معينة (توبيخ أو ضرب كعقاب) وبالتالي يقوم بالربط تلقائياً بين اللعبة التي يلعبها وشعوره بأن ليس هناك ما يؤذيه وأنه سيكمل فيها

https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=XcOAjP7fdXk
فيديو كارتوني بظهر تأثير لعبة Huggy Wuggy على الأطفال

Huggy Wuggy في الأسواق

تفاقمت خطورة الHuggy Wuggy على الأطفال حيث تحوّلت من لعبة الكترونيّة إلى دمية حقيقيّة تحمل نفس الصفات بالإضافة إلى أنها تحتوي على مادة (phenol)  أكثر بأربع أضعاف من النسبة المسموح استخدامها في الألعاب بحسب  نتائج فحوصات هيئة الرقابة الاستهلاكية الروسية  “روس كاتشيستفو“. المادة عبارة عن مركب كيميائي تستخدم لإعطاء البلاستيك مرونة بحيث يكون ليناً. تعمل مثل الهرمونات بالضبط، أي تتمتع بفعالية وظيفية كبيرة جداً مثل النعاس، الأرق الصداع والغثيان.

أما تأثيرها النفسي على الطفل، حدّث ولا حرج!! حيث استعجبنا من رغبة الأطفال لشراء دمية Huggy Wuggy بتفاصيلها المخيفة. تقول المعالجة النفسية كركي في هذا الخصوص أننا كأهل أو كبار نراها قبيحة أمّا الأطفال فيرونها غريبة، مميّزة، مضحكة وغير مألوفة، تشبه رسوماتهم التي تعيش في مخيّلتهم.

دمية Huggy Wuggy تحوّلت بنظر الطفل من عالم افتراضي إلى عالم حقيقي فيتخيّل بأن أحداث اللعبة الالكترونية تحصل في الحقيقة، لا بل يخلق منها سيناريوهات تفوق المطلوب في اللعبة أحياناً. تقول كركي أن الطفل يهرب من واقعه وخجله ويتكلم مع دميته الخاصة به ويتخيّل بأنها تتجاوب معه. فما أدراك إن كانت تلك الدمية التي بين يديه هي تلك اللعبة المخيفة التي يراها تهدّده في اللعبة الالكترونية ما الذي سيحصل بهذا الطفل؟!!

التسويق الرقمي ل Huggy Wuggy

جوانب خطيرة وكثيرة تحدّثنا عنها حيال Huggy Wugggy من كونها لعبة إلكترونية أو دمية حقيقية تباع في متاجرنا وفي متناول يد أطفالنا، لكن كلّ هذه المخاطر لو لم يسوّق لها بالشكل الذي شهدناه ما كنا وصلنا إلى هنا.

التسويق للعبة مرعب، حتى أصبح Huggy Wuggy  تريند يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، بالأخص من صانعي محتوى الأطفال والمؤثرين بالنسبة لهم على يوتيوب. كما أجري تحدي على تطبيق التيك توك يقوم فيه الأطفال بخنق بعضهم البعض تنفيذًا لتهديدات Huggy Wuggy التي تقول: “يمكنني أن أعانقك هنا إلى الأبد، حتى تلفظ أنفاسك الأخيرة”. وما يثير القلق هو إصدار قائمة فيديوهات عن القصة الحقيقية للعبة!! هدفها جذب الأطفال إلى اللعبة عن طريق التخويف والتأنيب والكثير الكثير من المخاطر. هذا ليس كل شيء، فقد دمج مجسم Huggy Wuggy في فيديوهات الشخصيّات الأحبّ إلى قلب أطفالنا فما من مهرب منه.

Huggy Wuggy مع الشخصيات المحببة للأطفال

أما كلمات أغنية Huggy Wuggy ليست بعيدة عن مبدأ اللعبة ونتائجها على الأطفال… تقول الأغنية!!

اسمي هاغي واغي

الجسم الغامض والمحبوب

الا تريد ان تأتي وتحضني؟

احضني ليلا ونهارا

الأسنان الحادة تتركك ملطخًا بالدم

أعرف أين تختبئ

أينما تذهب سأجدك حتى في الظلام

احضني حتى تموت.

اغنية Huggy Wuggy

التوعية ضرورة ملحة

تقول الأستاذة آلاء كركي نحن دائماً في موقع ردة الفعل لم نكن يوماً المبادرين لتحصين جبهاتنا، لم نطوّر أنفسنا لنقدّم الأفضل أو بديل لما يقدمونه. وتضيف أنه في ظل غياب الرقابة الرسمية وعدم وجود قوانين للعنف الالكتروني المسؤولية تقع على الأهل في مراقبة أطفالهم وتوعيتهم بما فيه الكفاية لتجنّب مخاطر تلك الألعاب، التي تنتج عنها سلوكيات سيئة تقد تكون عدوانية تظهر شيئاً فشيئاً على سلوك الأطفال، كوابيس، الخوف، الذعر، اذية النفس، اضطرابات نفسية، تشجع على القتل.

عن dinamcheik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأمن السيبراني يعتبر من أهم المواضيع التي تشغل الأفراد والشركات، الحكومات والدول

الأمن السيبراني – كيف يخلق المتسللون فرصًا للمتخصصين

الأمن السيبراني هو ممارسة حماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات وتطبيقات البرامج