زينب حمود
في الوقت الذي كانت تحتل فيه منصات محددة عالم التواصل الإجتماعي، برزت تطبيقات جديدة تحدت تلك المنصات واستطاعت أن تثبت مكانًا لها في المنافسة.
فالجديد على الساحة هو تطبيق كلوب هاوس. التطبيق المتميز عن باقي التطبيقات بفكرته وخدماته.
ما هو كلوب هاوس؟
هو تطبيق من تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعي للمدعوين فقط. ويسمح للأعضاء بالإنضمام إلى غرف افتراضية لإجراء مناقشات صوتية حول مختلف الموضوعات. وقد سمي “للمدعوين فقط” لأنه يجب أن تتم دعوتك من قبل أحد مستخدمي كلوب هاوس إذ يرسل لك دعوة مما يتيح لك الوصول لإعداد حساب، وسترى رابطًا نصيًا لرقم هاتفك يوجهك إلى صفحة الإشتراك.
أطلق كلوب هاوس على نظام آي أو إس IOS في نيسان 2020. واعتبارًا من كانون الأول 2020، كان لدى التطبيق 600000 مستخدم وظل متاحًا فقط عن طريق الدعوة. تعمل تقنية التطبيق على منصة Agora.ai، وهي شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا الصوت في شنغهاي الصين.
ليس كباقي التطبيقات التي تسمح بإنشاء حساب شخصي فور تحميله. عند تحميل التطبيق هذه هي الخطوات التي يجب أن تقوم بها:
ما الذي من المفترض أن أستمع إليه على التطبيق؟
عندما تحصل على حق الوصول، يقدم التطبيق صفحة مليئة بمواضيع المحادثة التي يجب متابعتها، من الرياضة إلى التكنولوجيا إلى الشؤون العالمية وغيرها من المواضيع:
في كل منها، ستجد أشخاصًا مهتمين بنفس الموضوعات ويمكنك متابعتهم. وكلما زاد عدد المواضيع والأشخاص الذين تتابعهم، زاد احتمال حصولك على اقتراحات لغرفة تناسب رغباتك:
أما غرف المحادثة يمكن أن تضم 5000 شخص كحدّ أقصى. وتبدأ هذه الغرفة عندما يقوم الأشخاص بإطلاقها وتنتهي مع انتهائها، ولا يتم تسجيل أي شيء بواسطة كلوب هاوس. لكن هذا لا يعني أن الأعضاء لن يجدوا طرقًا لتسجيل الدردشات:
ولكن المحادثات هنا، أليست كالبودكاست؟
على تطبيق كلوب هاوس الأمر يشبه الإستماع إلى مكالمة هاتفية. لا يوجد تحرير إحترافي ولا مؤثرات صوتية ولا انتقالات ولا إعلانات. وبالتالي أسلوب المحادثة مرن: قد تكون إحدى الغرف فردية بين الأصدقاء، بينما تكون الأخرى عبارة عن مقابلة رسمية على غرار برنامج حواري أو مناقشة جماعية كبيرة.
أما شكل المفكرة في الأعلى، يسمح للمستخدم بالدخول ومعرفة قائمة المحادثات، ويمكن أن يحدد إذا ما أراد رؤية جميع المحادثات القادمة أو فقط المواضيع التي تهمه.
لماذا كل هذا النجاح؟
كان لتطبيق كلوب هاوس نحو 1.1 مليون مستخدم مسجل حتى بضعة أيام قبل الثاني من شهر شباط الفائت. لكن اعتبارًا من ذلك التاريخ، قفز عدد مستخدميه في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 3.6 ملايين مستخدم. إلى أن وصل عدد المستخدمين المسجلين حاليًّا 10 ملايين.
وضع التطبيق خطة تسويقية ذكية بدعوة كبار مديري التقنية لاستخدامه بما أنه محصور فقط للمدعوين. ولكن بعد أن استخدمه إيلون ماسك أواخر شهر كانون الثاني وتحدث فيه عن حياته الخاصة والكتب والأفلام وبمشاريع شركاته، تحمّس العديد من المستخدمين لتقديم طلب الإنضمام للتطبيق لسماع ما قاله ماسك.
وظهرت العديد من الدعوات على وسائل التواصل الإجتماعي للإنضمام لهذا التطبيق، ومنها العديد من الدول العربية، باعتباره بديلًا لتطبيقي “واتساب” و”فيسبوك”.
وقد أسهمت في زيادة شعبيته أيضًا سياسة الخصوصية الجديدة على “واتساب” و”فيسبوك” التي أثارت ضجة وسط المستخدمين، ومحاولتهم إيجاد بدائل جديدة.
ولكن، هل كلوب هاوس آمن؟
أعلن التطبيق البدء في مراجعة ممارسات حماية البيانات، بعد دراسة صادرة عن جامعة «ستانفورد» للإنترنت. وقالت الدراسة إن التطبيق يحتوي على عيوب أمنية تجعل بيانات المستخدمين عرضة للوصول إليها خاصة من قبل الحكومة الصينية، وفق “رويترز“.
وأوضح التطبيق رداً على الدراسة الصادرة عن مجموعة باحثين في جامعة ستانفورد، إنه على الرغم من اختياره عدم إتاحة التطبيق في الصين، فقد وجد بعض الأشخاص حلاً لتنزيل التطبيق، مما يعني أن المحادثات كان يمكن نقل جزء منها عبر الخوادم الصينية.
من جانبها، أكدت شركة التكنولوجيا الصينية «أغورا» أنه «ليس لديها إمكانية الوصول إلى البيانات الشخصية أو تخزينها لمستخدمي كلوب هاوس، ولا تمر حركة الصوت أو الفيديوالناتجة عن مستخدمين خارج الصين عبر خوادمها في الصين.
وقالت الشركة في بيان نشرته: “حددنا عدداً قليلاً من المجالات حيث يمكننا تعزيز حماية البيانات لدينا”. وأن الشركة ستدخل تغييرات لإضافة المزيد من التشفير لمنع عملاء كلوب هاوس من إرسال المكالمات الصوتية إلى الخوادم الصينية. بالإضافة إلى إشراك شركة أمان بيانات خارجية لمراجعة هذه التغييرات، والتحقق منها.
يظل تطبيق كلوب هاوس حديث نسبيًّا، ولذلك لا يمكن معرفة قوة تشفير الدردشات التي تتم داخله، حيث لم يثبت بعد أنها آمنة كليًّا أو يمكن اختراقها. والأمر يعود لتقدير المستخدمين لجدوى حاجتهم إلى تطبيق جديد للدردشة.