لا يمكن انكار حقيقة ما يتعرض له القطب المسلم في بلاد الغرب من عمليات متكررة لتشويه معتقداته الدينية الا ان الحقيقة مُرّة فما يحصل يستدعي ان يدق ناقوس الخطر لكبح تلك الحملات الممنهجة
مع كل حدث امني يقع في مناطق الغرب غالبا ما تجد اصابع الاتهام موجهة ناحية المجتمع الاسلامي في ارتكاب هكذا أمر دون اللجوء الى عملية تحقيق مجدية او حتى تحديد هوية الفاعل او ما شابه ,فهناك العديد من الاعمال التي مورست لتشويه صورة المجتمع الاسلامي في الغرب وما زالت
في الوقت الراهن لا يمكن اخفاء عداء الكراهية اتجاه فئة معينة من اشخاص تتبع دينا محددا او طائفة معينة ونقصد بهذا جماعة الاسلام القاطنين في المناطق الأوروبية الذين يتعرضون يوميا لمضايقات جسدية كانت ام لفظية, ولكن مهما كانت نوعية الاعمال الا ان افعالهم ستبقى ادلة دامغة على وحشية الصورة لترسخ مفهوما واحدا لظاهرة الاسلاموفوبيا.
مفهوم الاسلاموفوبيا اصطلاحا
يترجم مصطلح “الاسلاموفوبيا” الى العداء والخوف من كل ما هو اسلامي او يمت بصلة قريبة أو بعيدة للاسلام حتى اصبح “الارهاب” في قاموس العقل الغربي مرادفًا للاسلام, فمصطلح الاسلاموفوبيا مركب من كلمتين هما كلمة ” اسلام” وهي كلمة عربية، والكلمة الاخرى وهي كلمة ” فوبيا” وهي يونانية وتعني الخوف واصلها فوبوس ولان كلمة ” فوبيا” هي كلمة في الاصل يونانية وتعني خوف فقد تردد الكثير من المصطلحات بهذا الشان، الا ان الترجمة الدارجة لدينا لهذا المصطلح هو ” الرهاب” وبذلك يكون المعنى الاصطلاحي للاسلاموفوبيا هو ” رهاب الاسلام ” اي الخوف منه
نشأة ظاهرة الاسلاموفوبيا وتخوف غربي من مد اسلامي
ارتفعت مؤخرا نسبة انتشار مصطلح الاسلاموفوبيا بحيث ان القضية تحولت الى ظاهرة عامة منذ نهايات القرن الماضي, وتم تسليط الضوء عليه بصورة لافتة في اعقاب الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عام 2001، وهي الهجمات التي تبناها تنظيم القاعدة. من مظاهر الاسلاموفوبيا تشدد سفارات الدول الغربية في منح تاشيرات دخول المسلمين والعرب اليها والوقوف بشدة بما في ذلك سن القوانين ضد مظاهر تحجب النساء وتنقبهن وعدم التصريح ببناء مآذن للمساجد في سويسرا, كذلك نشر رسومات كاريكاتورية بالصحف ووسائل الاعلام تسيء الى المسلمين وربط هذا بموضوعات تتحدث عن الارهاب والتحذير من أسلمة أوروبا بهجرة المسلمين اليها وتكاثرهم فيها. كما نادى البعض في الولايات المتحدة الامريكية بحرق المصاحف وعارضوا اقامة مركز إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمى بنيويورك علما بان الولايات المتحدة تكاد تقصر معتقل جوانتانمو على المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر .2001
إحراق المصحف مظهر من مظاهر العداء
عبر تغريدات وتصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي ادان العديد من البلدان العربية منها الفعل المشؤوم والحماقة المخذية الذي ارتكبها زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان عبرحرقه نسخة من القرآن الكريم قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب اي احد منه اثناء ارتكابه ما اعتبره البعض فعلا لتدنيس صورة الإسلام الحقيقية في البلاد الغربية اذ اثارت عملية التدنيس تلك حفيظة المسلمين الحقيقيين في البلدان العربية وغيرها ما دفعهم لتشكيل مظاهرات للتعبير عن حالة السخط والغضب العارم ازاء ما ارتكبه بالودان
هذا الفعل كما اعتبرته احدى الخارجيات العربية ان هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت اليه معاداة الاسلام وتيارات العنصرية والتمييز في اوروبا
نظرة ساقطة حول الاسلام نتيجة خطاب الكراهية
من بين الصور النمطية المرسخة لدى الغرب حول المجتمع الاسلامي هي الهمجية والعنف وذلك نتيجة خطاب الكراهية الذي يشدد على ان الدين الاسلامي ليس دين سلام بل عكس ذلك, اذ يعتمد اليمين في كل من كندا والولايات المتحدة وفرنسا وهولندا بشكل دائم خطابا حادا وسلبيا تجاه المسلمين بالاستناد إلى مقولات ايديولوجية تعيد انتاج التعصب والانغلاق بدعوى الحماية من “اسلمة المجتمع الغربي”، لتعيد للاذهان بشكل او بآخر الافكار المتطرفة ذاتها للحركات الاسلامية المسلحة ولكن بطريقة أخرى. تعمد بعض وسائل الاعلام الغربية الى بث ونشر صورا او ابحاثا هدفها الاسمى ضرب صورة الاسلام في المجتمعات الاوروبية كنفوذ بشري بحيث ان المبتغى من كل هذا هو التشويه للحد من انتشارافكار المسلمين ومحاولة تخفيف النزوح البشري الاسلامي الى اوروبا
في نهاية المطاف لا يمكن لكل هذا التضليل ان يستمر الى اجل غير مسمى ويبقى اولئك المسلمون يخفون حقيقة دينهم ومعتقداتهم خشية التعرض لاعمال عنف او ما شابه خصوصا نسبة معينة من تلك اللواتي خلعن حجابهن على حساب التمسك به ومحاربة الذهنية الغربية المستمدة من خطاب الكراهية, الموضوع يعوّل على رواد العلم الغربيين في اظهار براءة الدين الاسلامي من كل الهجمات العدائية المنفذة في بلاد الغرب عسى ان تضمحل العدائية المفرطة تجاه الاسلام ويحل دينا للسلام في كل بقاع الارض.